النساء العاملات عبر أنحاء العالم يتحدن ضد الإمبريالية في اليوم العالمي للمرأة

شارك

facebook icon twitter icon whatsapp icon telegram icon
Français kiSwahili IsiZulu

8 مارس/ أيار 2021

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وبصفتنا حركات ومنظمات فاعلة في الأسبوع العالمي للنضال ضد الإمبريالية، نجدد تأكيدنا على مواصلة نضالنا ضد الأبوية، الاحتلال والإمبريالية في جميع أنحاء العالم.
انطلاقا من نظرتنا المستوحاة من النضالات البروليتارية والمناهضة للفاشية التي قادتها النساء العملات، فإن اليوم العالمي للمرأة ضل لحظة مهمة بالنسبة لمنظماتنا وحركاتنا الثورية في العالم أجمع والتي توحدت في إطار نضالها الأممي ضد الأبوية، الاحتلال، الرأسمالية والإمبريالية.
إننا، وباعتبارنا نساء، فلطالما قدنا النضال في سبيل تحرير المستعمرات، إلغاء العبودية، دحر الأنظمة الملكية وهزيمة الفاشية، وبالرغم من كل ذلك ما زلنا نواجه القمع القائم على الجنس والعنف الموجه لا سواء من طرف الدولة، المشاريع الرأسمالية أو داخل الوسط العائلي أيضا. انطلاقا من كل ما نعانيه يبقى اليوم العالمي للمرأة دعوة ملحة من أجل مواصلة النضال النسوي في سبيل تحرر الجميع من الإمبريالية الأبوية والأنظمة المحلية الرجعية!
يأتي 8 مارس/ أيار 2021 ونحن نترك خلفنا سنة عرفت أزمة غير مسبوقة، مليئة بالعنف الإمبريالي الموجه نحو الشعوب في جميع أقطار المعمورة، بالإضافة إلى صعود قوي لقوى اليمين المتطرف، خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن النساء هن الأكثر تضررا من تبعات هذه الأزمة لا سيما في ظل تصعيد شديد للعنف المسلط ضدهن على جميع المستويات.
إن تأنيث الفقر في جميع أنحاء العالم، يجعلنا في مقدمة ضحايا الأزمات الاقتصادية، مع دفع السواد الأعظم من النساء خارج سوق الشغل، كما أن العديد منهن ممن اشتغلن في القطاع الغير مهيكل فقدن مصدر رزقهن الوحيد. إننا نواجه استغلالا ثلاثيا في ظل النظام الرأسمالي، يبدأ من خلال كفاحنا من أجل تحصين مستحقاتنا، مرورا بقيامنا في معظم الأحيان بجميع أعمال الرعاية في منازلنا ووصولا إلى تضاعف وتكثيف أعمال الرعاية في ظل الظروف الحالية للحجر الصحي والإغلاق.
مع اندفاع البلدان الرأسمالية لإنقاذ اقتصاداتها، تم ترك العمال الذين يوفرون الضروريات الأساسية للحياة البشرية ضحايا للمخاطرة بحياتهم في الخطوط الأمامية، أضيف إلى ذلك معطى أن النساء تشكل الغالبية العظمى من أولئك الذين يعملون في هذه الصناعات – التمريض، رعاية الأطفال، رعاية المسنين، التغذية والتعليم – في ظل تعريض أنفسهن للخطر من خلال مواصلة العمل في خضم ظروف الوباء للحفاظ على الإنسانية ورعاية الملايين الذين سقطوا. في هذا السياق، ارتفعت وتيرة العمل المنزلي وأعمال الرعاية، باعتبارهما ضروريان لاستمرار الحياة، بشكل أكبر، لكنهما في الآن نفسه يضلان غير مرئيان في سياق العلاقات الأبوية، والاستراتيجية الرأسمالية لإخفاء الصلة الاقتصادية بين الإنتاج والإنجاب.
في الوقت نفسه، وفي خضم ظروف الإغلاق والأزمة الاقتصادية، تصاعدت حدة العنف ضد المرأة إلى مستويات جديدة - فقد أدت القيود المتزايدة على الحركة وإغلاق المؤسسات الاجتماعية في البلدان الرأسمالية إلى تقليص الخيارات المطروحة أمام ضحايا العنف النفسي والجسدي والاغتصاب في البلاد. إننا نواصل نضالنا المستمر من أجل السيادة على أجسادنا في المنزل، ضدا على الدولة، في الجهاز الطبي وفي أماكن العمل وبالأخص في الظرفية الحالية، حيث يتصاعد مد قوى اليمين ومعها تزايد الرغبة في تعزيز السيطرة الأبوية على أجساد النساء على مدار الأزمة والوباء.
في خضم الأزمة العالمية، أظهرت الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها أنهم غير مهتمين ببقاء غالبية الناس حول العالم، ولو حتى داخل حدود بلدانهم، فمع تصاعد الحرب الهجينة، العقوبات والنزعة العسكرية، نحن أول من يواجه نقصا في الغذاء، الماء والأدوية بالإضافة إلى معاناتنا من النزاعات المسلحة واضطرارنا للنزوح، كما أنه مع اشتداد التعدي الإمبريالي على الأراضي والسيادة، يتم التعاطي مع النساء من خلال الإلقاء بهن في غياهب السجون الإمبريالية حيث يعانين من الاعتقال المطول والانتهاكات كسجينات سياسيات. في خضم إغلاق الحدود وانتشار الوباء، نواجه نحن المهاجرون واللاجئون الأزمة بعدم اليقين لا سيما ونحن نستشرف الخطر في الأفق، كما أنه ومع استقواء القوى الفاشية واليمينية، نواجه تراجعا في الحقوق الاجتماعية والسياسية التي تم انتزاعها بشق الأنفس من خلال عقود من النضال النسوي.

ومع ذلك، فإننا كنساء – الفقيرات، السود، السكان الأصليين، المهاجرات والعاملات – لا ننفك على القيادة والكفاح في الخطوط الأمامية للنضال ضد الإمبريالية! كما تستمر قوى المقاومة لدينا في النمو، فقد حققت النضالات النسوية، النساء الثوريات والبروليتاريا اللواتي ساهمن في بناء منظماتنا وحركاتنا انتصارات عديدة على الرغم من ظلام الأشهر الماضية، بدءا من النساء الثائرات اللواتي يقدن التحركات ضد عنف اليمين المتطرف، إلى رفيقاتنا الصامدات اللواتي يناضلن من أجل تحرير فلسطين والصحراء الغربية ضد القوات الصهيونية والإمبريالية، مرورا بالنساء الشجاعات في كوبا والصين وفنزويلا والدول الاشتراكية التي تقدم المساعدة والرعاية الطبية للمضطهدين، وصولا إلى النساء المناضلات اللواتي يقدن النضال ضد العنصرية وضد عنف الشرطة والجيش في جميع أنحاء العالم، فلطالما كانت قوتنا نابعة من النضالات النسوية الثورية التي تقود الطريق إلى المستقبل.

إن النضال ضد الإمبريالية، العنصرية، الاستعمار والرأسمالية لا يمكن خوضه بدون النضال ضد النظام الأبوي وبدون المشاركة الكاملة للمرأة وقيادتها!

يا أيتها النساء العاملات، اتحدن!