في زمن الوباء، دعونا ننقل أسبوع النضال ضد الإمبريالية إلى تعبئة من أجل الدفاع عن حياة كريمة

PDFs:

إن انتشار COVID-19 في العالم بأكمله ولد أزمة حادة، ما قد يؤثر على الآلاف من المواطنين الذين أصيبوا بالعدوى، فطريقة عيش معظم شعوب العالم تضررت والاقتصاد العالمي عانى من تراجعات مهولة. هذه الوضعية أظهرت مدى ضعف المجتمع الذي سخر لتلبية حاجيات ورغبات الرأسمالية، ما يعني تفكيك البنية الاجتماعية، خصوصا الصحة العمومية التي ناضل وقاتل من أجلها العمال.

ففي ما يسمى العالم الأول، مس وأضر رفع القيود والرقابة على المتاجر والاقتصاد على العموم بضمان الحياة الكريمة للشعوب، وفي إفريقيا، آسيا وأمريكا اللاتينية، حيث الأنظمة القائمة على خطط التقشف والبرامج الهيكلية لصندوق النقد الدولي التي دمرت البنيات والمؤسسات الاجتماعية وعرضت الحياة الاجتماعية للخطر، وضع الشعوب في الصفوف الأمامية المعرضة للكوارث المناخية والمالية والأوبئة العالمية.

إن النتائج الدراماتيكية لإمكانية إصابة الملايين من الناس بالعدوى في خضم هذا الوباء العالمي سوف تمتد إلى الحدود القصوى بسبب هذا النظام الاجتماعي المترهل، ما يعني أننا أمام حالة طوارئ إنسانية دولية. وبالنظر إلى كل هذا فإنه من الأهمية بمكان أن تتخذ جميع القوى المناهضة للإمبريالية موقفا وتشارك في نقاش مكثف حول السبل الممكنة لحل هذه المعضلة.

في ضوء حالة الطوارئ الإنسانية الدولية الحالية، وكمنضمات اجتماعية وسياسية تعمل منذ 2019 على تنظيم أسبوع مناهضة الإمبريالية، حدد له مطلع 2020 كموعد مشهود، ندعو إلى أن تصبح هذه التعبئة عنوانا لنضال ضد محاولة القوى الإمبريالية جعل الطبقة العاملة والجماهير تتحمل تبعات وعواقب تكاليف الأزمة الحالية، كما حدث في أعقاب الأزمة المالية لسنة 2008.

انطلاقا مما سبق:

1. نطالب بتسخير كل الموارد العامة والخاصة في خدمة السيطرة على آثار هذا الوباء والتخفيف من تبعاته، مع إيلاء اهتمام خاص بالشعوب الأكثر هشاشة.
2. ‏نطالب الحكومات والمنضمات الدولية بوضع حد لسباق التسلح والإنفاقات العسكرية الهائلة، فهذا الإنفاق يدعم نظاما أمنيا مصمما للدفاع عن النخب، وهي تقوم على تحالفات عسكرية -الناتو مثالا- ولها توابع عالمية من خلال القواعد العسكرية في جميع القارات، وتمتلك ترسانة نووية قادرة على تدمير الكوكب عدة مرات.
3. ‏حينما نحد من الإنفاق العسكري، نقترح أن تستخدم هذه الموارد لبناء نظام للأمن الإنساني، تستثمر فيه كل موارد الكوكب لخلق حياة كريمة للشعوب، ما يعني زيادة في الإنفاق الاجتماعي حتى نتمكن من الاستجابة بشكل مناسب لحالة الطوارئ الإنسانية الحالية.
4. ‏ندعو إلى تقوية وتعزيز النظام الاجتماعي، خاصة نظام الصحة العامة الذي تدمر بسبب السياسات النيولبرالية على مدى العقود العديدة الماضية.
5. ‏ندعو إلى التضامن مع عمال الصحة الذين وضعوا حياتهم عرضة للخطر في مقابل إنقاذ الآلاف من المرضى ضحاياCOVID-19، على الرغم من النقص في استثمارات الدول الموجهة لقطاع الصحة العامة والعالمية.
6. ‏ندعو إلى تعزيز الحياة الكريمة لجميع الشعوب مع ضمان الحق العمل وعدم المس بحقوق العمال، ضدا في الإستراتيجية الرأسمالية لاستخدام هذه الأزمة الصحية كمبرر لطرد العمال وتشريد المفقرين وخفض الأجور والامتيازات.
7. ‏ندعو إلى إنهاء العقوبات الجنائية الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على أكثر من خمسين دولة، خاصة كوبا، إيران وفنزويلا. هذه العقوبات التي لها تأثير مهول ومباشر على تدهور الأنظمة الصحية في هاته البلدان، ما أعاق الأدوية ومستلزمات المستشفيات، وأدى إلى وفاة آلاف كان يمكن تجنبها.
8. ‏أخيرا ندعو إلى التضامن واستشراف روح الأممية بين الشعوب، لاسيما في خضم هذه الأزمة الإنسانية العالمية؛ فقد بات من الضروري أن يصبح هذا التضامن والتعاون والدعم المتبادل من القيم السائدة والتي تؤطر العلاقة بين الأنظمة الدولية والشعوب.

بعد كل ما قيل نريد أن نوضح أنه في خضم حالة الطوارئ العالمية الحالية بات ضروريا أن نؤكد على راهنية بناء مشروع مجتمعي جديد. هذا المشروع الذي يجب أن يقوم على مبدأ التضامن، بحيث تسخر كل الموارد لكي يكون هذا المجتمع عادلا وحرا ومكافحا.
ندعو إلى تنظيم حملة واسعة للتضامن في الفترة القادمة لأننا نعلم أن قوتنا تكمن في قدرتنا على التعبئة.
فلنوحد قوانا لبناء عالم يعيش فيه الكل حياة كريمة.
الأسبوع العالمي للنضال ضد الإمبريالية.